السنة الرابعة من سلطنة الملك الناصر فرج بن برقوق- الأولى على مصر وهى سنة أربع وثمانمائة:
فيها توفّى الأمير سيف الدين جنتمر بن عبد الله التّركمانىّ الطّرخانىّ، كاشف الوجه القبلى، فى صفر، كان له مع الأعراب أمور ووقائع، وكان شجاعا، أبادهم وأفنى منهم خلائق إلى أن مهد بلاد الصعيد وقراها.
وتوفى الشيخ الإمام المقرئ فخر الدين عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان البلبيسىّ «١» الشافعى، الضرير، إمام جامع الأزهر، وشيخ القراءات، فى ثانى ذى القعدة.
وتوفّى الشيخ سيف الدين لاجين بن عبد الله الچركسىّ «٢» ، فى شهر ربيع الآخر، عن ثمانين سنة، وكان معظّما عند طائفة الجراكسة، يزعمون أنه يملك الديار المصرية، ويشيعون ذلك، ولأجله هرب جماعة من الأمراء من دمشق فى واقعة تيمور، وعادوا إلى الديار المصرية ليسلطنوه، فكان ما حصل على أهل الشّام من تيمور بسبب هذا المشؤوم الطلعة، وكان لاجين المذكور لا يكتم ذلك، بل كان يعد الناس أنه إذا ملك مصر يبطل الأوقاف التى على المساجد والجوامع، ويحرّق كتب الفقه، ويعاقب الفقهاء، ويولّى بمصر قاضيا واحدا من الحنفيّة، وهو من الأتراك لا من الفقهاء، فسلبه الله ما أمّله قبل أن يتأمّر عشرة، بل مات وهو على جنديّته، وكان يتمعقل ويدعى العرفان، مع جهل مفرط، وخفة عقل، وهو مع ذلك مقبول الكلام عند