للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما وقع من الحوادث سنة ٦٩٨]

[ذكر سلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون الثانية على مصر]

السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبو المعالى محمد ابن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون، تقدّم ذكر مولده فى ترجمته الأولى من هذا الكتاب. أعيد إلى السلطنة بعد قتل الملك المنصور لاچين، فإنه كان لمّا خلع من الملك بالملك العادل كتبغا المنصورىّ أقام عند والدته بالدّور من قلعة الجبل إلى أن أخرجه الملك المنصور لاچين لمّا تسلطن إلى الكرك، فأقام الملك الناصر بالكرك إلى أن قتل الملك المنصور لاچين حسب ما ذكرناه. أجمع رأى الأمراء على سلطنته ثانيا، وخرج إليه الطلب من الديار المصرية صبيحة يوم الجمعة الحادى عشر من شهر ربيع الاخر سنة ثمان وتسعين وستمائة، وهو ثانى يوم قتل لاچين وسار الطلب إليه؛ فلمّا قتل طغجى وكرجى فى يوم الاثنين رابع عشره استحثوا الأمراء فى طلبه، وتكرّر سفر القصّاد له من الديار المصرية إلى الكرك، حتى إذا حضر إلى الديار المصرية فى ليلة السبت رابع جمادى الأولى من السنة، وبات تلك الليلة بالإسطبل السلطانىّ، ودام به إلى أن طلع إلى القلعة فى بكرة يوم الاثنين سادس جمادى الأولى المذكور.

وحضر الخليفة الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد والقضاة، وأعيد إلى السلطنة وجلس على تخت الملك. وكان الذي توجّه من القاهرة بطلبه الأمير «١» الحاجّ آل ملك، والأمير سنجر «٢» الجاولى. فلمّا قدما إلى الكرك كان لملك الناصر بالغور «٣» يتصيّد