وحكايات جعفر الخلدىّ «١» . وسئل المرتعش: بماذا ينال العبد المحبّة لمولاه؟ قال: بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه. وقيل له: إن فلانا يمشى على الماء؛ فقال: عندى أن من يمكّنه الله من مخالفة هواه أعظم من المشى على الماء.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وخمس أصابع. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وستّ أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٢٩]
السنة السابعة من ولاية الإخشيذ على مصر، وهى سنة تسع وعشرين وثلثمائة- فيها استكتب بجكم أبا عبد الله الكوفىّ، وعزل ابن شيرزاد عن كتابته وصادره. وفيها في صفر وصلت الروم الى كفرتوثا «٢» من أعمال الجزيرة، فقتلوا وسبوا.
وفيها في شهر ربيع الأوّل اشتدّت علّة الراضى، وقاء في يومين أرطالا من الدم؛ فأرسل أبا عبد الله الكوفىّ المذكور الى بجكم يسأله «٣» أن يولّى العهد ابنه أبا الفضل وهو الأصغر، وكان بجكم بواسط، ثم توفّى الراضى. وفيها في سابع جمادى الآخرة سقطت القبّة الخضراء بمدينة المنصور، وكانت تاج بغداد ومأثرة بنى العباس. قال الخطيب في تاريخه: إنّ المنصور بناها ارتفاع ثمانين ذراعا، وإن تحتها إيوانا طوله عشرون ذراعا في مثلها. وقيل: كان عليها مثال فارس في يده رمح، اذا استقبل به جهة علم أن خارجيّا يظهر من تلك الجهة؛ فسقط رأس هذه القبّة ليلة ذات مطر وبرد ورعد. وفيها كان غلاء مفرط ووباء عظيم ببغداد، وخرج الناس يستسقون وما في السماء غيم، فرجعوا يخوضون في الوحل، واستسقى بهم أحمد بن الفضل الهاشمىّ.