للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها عزل المتّقى الوزير سليمان، واستوزر أبا الحسين «١» أحمد بن محمد بن ميمون الكاتب؛ ثم قدم أبو عبد الله البريدىّ يطلب الوزارة فأجابه المتّقى. وكانت وزارة ابن ميمون شهرا. وفيها قلّد الخليفة المتّقى إمرة [الأمراء «٢» ] الأمير كورتكين الديلمىّ، وقلّد بدرا الخرشنىّ «٣» الحجابة. وفيها توفى أمير المؤمنين الراضى بالله أبو إسحاق محمد ابن الخليفة جعفر المقتدر ابن الخليفة المعتضد أحمد ابن ولّى العهد الموفّق طلحة ابن الخليفة المتوكّل جعفر ابن الخليفة المعتصم محمد ابن الخليفة الرشيد هارون ابن الخليفة المهدىّ محمد ابن الخليفة أبى جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علىّ بن عبد الله ابن العباس الهاشمىّ البغدادىّ العباس؛ بويع بالخلافة بعد موت عمّه القاهر بالله، ومات في منتصف شهر ربيع الآخر وهو ابن إحدى وثلاثين سنة وستّة أشهر.

وبويع بالخلافة أخوه إبراهيم، ولقّب بالمتّقى. وأم الراضى أم ولد روميّة. كان الراضى فاضلا سمحا جوادا شاعرا محبّا للعلماء؛ وهو آخر خليفة له شعر مدوّن، وآخر خليفة انفرد بتدبير الجند، وآخر خليفة خطب يوم الجمعة، وآخر خليفة جالس الندماء.

قال الصولىّ: سئل الراضى أن يخطب يوم جمعة، فصعد المنبر بسرّمن رأى، فحضرت أنا وإسحاق بن المعتمد؛ فلما خطب شنّف الأسماع وبالغ في الموعظة. انتهى.

قلت: ومن شعر الراضى رضى الله عنه:

كلّ صفو الى كدر ... كلّ أمن الى حذر

ومصير الشباب لل ... موت فيه أو الكبر

درّدرّ المشيب من ... واعظ ينذر البشر

أيّها الآمل الذي ... تاه في لجّة الغرر