للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أين من كان قبلنا ... ذهب الشخص والأثر

ربّ فاغفر لى الخطي ... ئة يا خير من غفر

وفيها في شوّال اجتمعت العامّة وتظلّموا من الديلم ونزولهم في دورهم، فلم يقع لذلك إنكار؛ فمنعت العامّة الإمام من الصلاة وكسرت المنبر، ومنعهم الديلم من ذلك، فقتل من «١» الفريقين جماعة كثيرة. وفيها استوزر المتّقى القراريطىّ «٢» ، وخلع المتقى على بدر الخرشنىّ، وقلّده الحجابة وجعله حاجب الحجّاب. قلت: هذا أوّل ما سمعنا بمن سمّى حاجب الحجّاب؛ ولكن لا نعلم هل كان بهذه الكيفيّة أو غير هذه الصورة من أنه كبير الحجبة؛ ولعلّه ذلك. وفيها توفّى بجكم التركىّ الأمير أبو الخير، كان أمير الأمراء قبل بنى بويه، وكان عاقلا يفهم العربيّة «٣» ، ولا يتكلّم بها بل يتكلّم بترجمانه، ويقول: [أخاف] «٤» أن أتكلّم فأخطئ، والخطأ من الرئيس قبيح. وكان عاقلا سيوسا عارفا، يتولّى المظالم بنفسه. قال القاضى التّنوخىّ «٥» : جاء رجل من الصوفيّة الى بجكم، فوعظه بالعربيّة وللفارسيّة حتى أبكاه؛ فلما خرج قال بجكم لرجل: احمل معك ألف درهم وادفعها إليه؛ فأخذها الرجل ولحقه؛ وأقبل بجكم يقول: ما أظنّه يقبلها؛ فلمّا عاد الغلام ويده فارغة قال بجكم: أخذها؟ قال: نعم؛ فقال بجكم بالفارسيّة:

كلّنا صيّادون ولكن الشباك تختلف. وفيها وقع الحرب بين محمد بن رائق وبين كورتكين وانكسر كورتكين واختفى. وفيها توفّى عبد الله بن طاهر بن حاتم أبو بكر الأبهرىّ، كان من أقران الشّبلىّ. سئل: ما بال الإنسان يحتمل من معلّمه مالا يحتمل