واستعفى لأمور صدرت في حقه من الجند والرعية. وقيل: إن الجند قبضوا عليه بأمر الخليفة وحبسوه. وكانت ولايته على مصر نحواً من ستة أشهر تخمينا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٠٠]
السنة التي حكم في أولها المطلب وفي آخرها السري بن الحكم على مصر وهي سنة مائتين من الهجرة- فيها في المحرم هرب أبو السرايا والطالبيون من الكوفة إلى القادسية، فدخل الكوفة هرثمة بن أعين ومنصور بن المهدي بعساكرهما وأمنوا أهلها؛ فتوجه أبو السرايا وحشد وجمع ورجع إلى نحو الكوفة وواقع القوم فانهزم وأمسك وأتي به إلى الحسن بن سهل، فقتله في عاشر شهر ربيع الأول بأمر الخليفة المأمون. وفيها هاج الجند ببغداد لكون الحسن بن سهل لم ينصفهم في العطاء، وبقيت الفتنة بينه وبينهم أياماً كثيرة ثم صلح الأمر بينهم. وفيها أحصي ولد العباس فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفاً ما بين ذكر وأنثى. وفيها قتلت الروم ملكهم ليون وكان له عليهم سبع سنين «١» ، وملكوا ميخائيل بن جورجيس. وفيها قتل الخليفة المأمون يحيى بن عامر بن إسماعيل، لكونه أغلظ في الكلام وقال: يا أمير الكافرين.
وفيها توفي معاذ بن هشام الدستوائي «٢» البصري الحافظ، روى عن أبيه وابن عون وأشعث بن عبد الملك وغيرهم، وروى عنه أحمد بن حنبل وإسحاق وبندار «٣» وابن المديني وغيرهم. وقال العباس بن عبد العظيم الحافظ: كان عنده عن أبيه عشرة آلاف حديث. وفيها توفي زاهد الوقت معروف بن الفيرزان، وقيل: ابن