الحنفىّ، كان عالما سخيّا جدّا، كان يقول: والله لو أتيت برجل يفعل فى ماله كفعلى لحجرت عليه؛ وكان مع كرمه من أعيان الفقهاء، وولى القضاء سنتين.
وفيها توفى أبو جعفر المحوّلىّ الزاهد العابد، كان يسكن بباب المحوّل فعرف به؛ كان يقول: حرام على قلب مأسور بحبّ الدنيا أن يسكنه الورع، وحرام على نفس مغرمة برياء الناس أن تذوق حلاوة الآخرة، وحرام على كل عالم لم يعمل بعلمه أن تنجده التقوى. وفيها كان الطاعون بالبصرة، ذكره ابن الجوزىّ فى المنتظم «١» فقال:
كان لشخص تسعة أولاد فماتوا فى يوم واحد.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى أبو اليمان الحمصىّ، وعاصم بن علىّ بن عاصم، والقعنبىّ، وعبدان المروزىّ واسمه عبد الله بن عثمان، وهشام بن عبيد الله الرازىّ.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثلاثة أذرع وخمسة عشر إصبعا، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وأحد وعشرون إصبعا ونصف إصبع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٢٢]
السنة الثالثة من ولاية موسى بن أبى العباس على مصر وهى سنة اثنتين وعشرين ومائتين- فيها كانت وقعة الأفشين مع الكافر بابك الخرّمىّ، فهزمه الأفشين واستباح عسكره وهرب بابك، ثم أسروه بعد فصول طويلة؛ وكان بابك من أبطال زمانه وشجعانهم، عاث فى البلاد وأفسد، وأخاف الإسلام وأهله، وغلب على أذربيجان وغيرها، وأراد أن يقيم ملّة المجوس؛ وظهر فى أيامه المازيّار القائم بملّة المجوس بمدينة