عبد الله الذّهلىّ بمصر في ذى القعدة، وله ثمان وثمانون سنة. وأبو بكر محمد بن عمر القرطبىّ ابن القوطيّة اللغوىّ. والوزير أبو طاهر محمد بن محمد بن بقيّة نصير «١» الدولة، وزير عزّ الدولة، صلبه عضد الدولة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وثلاث وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وأربع أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٦٨]
السنة الثالثة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة ثمان وستين وثلثمائة.
فيها أمر الخليفة الطائع أن تضرب على باب عضد الدولة الدبادب (أعنى الطبلخانات) فى وقت الصبح والمغرب والعشاء، وأن يخطب له على منابر الحضرة.
قلت: وهذا أوّل ملك دقّت الطبلخانة على بابه، وصار ذلك عادة من يومئذ. وقال الحافظ أبو الفرج بن الجوزىّ:«وهذان أمران لم يكونا من قبله ولا أطلقا لولاة العهود، [ولا «٢» خطب بحضرة السلطان إلّا له، ولا ضربت الدبادب إلّا على بابه] . وقد كان معزّ الدولة أحبّ أن تضرب له الدبادب بمدينة السلام، فسأل الخليفة المطيع لله فى ذلك فلم يأذن له» . قال الحافظ أبو عبد الله الذهبى: وما ذاك إلّا لضعف أمر الخلافة. انتهى.
وفيها توفّى أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك الحافظ أبو بكر القطيعىّ البغدادىّ، كان يسكن قطيعة الرقيق. ومولده في أوائل سنة أربع وسبعين ومائتين. وكان مسند العراق في زمانه وسمع الكثير، وروى عنه الدارقطنىّ وابن شاهين والحاكم وخلق سواهم.