الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفىّ أبو جعفر محمد بن هبة الله بن مكرّم الصوفىّ ببغداد فى المحرّم. وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمىّ المقرئ بواسط. وأبو العبّاس أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن صرمى «١» الأزجىّ فى شعبان. وفخر الدين أبو المعالى محمد بن أبى الفرج الموصلىّ البغدادىّ المقرئ فى رمضان.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع سواء. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وثلاث وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٦٢٢]
السنة السابعة من ولاية الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن أيّوب على مصر، وهى سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
فيها فى شهر ربيع الأول وصل السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه إلى دقوقا «٢» فافتتحها بالسيف، وأحرق البلد ونهب أهلها، وفعل فيها ما لا تفعله الكفّار لكونهم شتموه ولعنوه على الأسوار؛ ثم عزم على قصد بغداد، فانزعج الخليفة الناصر لدين الله واستعدّ لقتاله وأنفق ألف ألف دينار فى هذا المعنى.
قال أبو المظفّر: «قال لى الملك المعظّم عيسى: كتب إلىّ جلال الدين يقول:
تحضر أنت ومن عاهدنى فنتّفق حتّى نقصد الخليفة، فإنّه كان السبب فى هلاك المسلمين، وفى هلاك أبى، وفى مجىء الكفّار إلى البلاد؛ ووجدنا كتبه إلى الخطا