وتواقيعه لهم بالبلاد والخلع والخيل؛ فقال المعظّم: فكتبت إليه: أنا معك على كلّ أحد»
إلّا على الخليفة فإنّه إمام المسلمين!» . انتهى.
قلت: ثم وقع لجلال الدين المذكور فى هذه السنة أمور ووقائع مع غير الخليفة من الملوك يطول شرحها. يأتى ذكر بعضها إن شاء الله.
وفيها توفّى الخليفة الناصر لدين الله أمير المؤمنين أبو العبّاس أحمد ابن الخليفة المستضىء بالله أبى محمد الحسن ابن الخليفة المستنجد بالله أبى المظفر يوسف ابن الخليفة المقتفى بأمر الله أبى عبد الله محمد ابن الخليفة المستظهر بالله أحمد الهاشمىّ العباسىّ البغدادىّ. ولد يوم الاثنين عاشر شهر رجب سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وبويع بالخلافة بعد موت أبيه المستضىء فى أوّل ذى القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة. وأمّه أمّ ولد تركيّة.
قال الشيخ شمس الدين:«وكان أبيض اللّون تركىّ الوجه مليح العينين، أنور الجبهة، أقنى الأنف، خفيف العارضين، أشقر اللّحية رقيق المحاسن. كان نقش خاتمه: «رجائى من الله عفوه» . لم يل الخلافة قبله أحد من بنى العبّاس أطول مدّة منه، إلّا ما ذكرنا من خلفاء العبيديّة المستنصر معدّ» انتهى. وفى أيّام الناصر لدين الله ظهرت الفتوّة ببغداد ورمى البندق ولعب الحمام [المناسيب «٢» ] ، وافتنّ الناس فى ذلك، ودخل فيه الأجلّاء ثم الملوك؛ فألبسوا الملك العادل ثم أولاده سراويل الفتوّة، ولبسها أيضا الملك شهاب الدين صاحب غزنة والهند من الخليفة الناصر لدين الله، ولبسها جماعة أخر من الملوك. وأمّا لعب الحمام فخرج فيه عن الحدّ، يحكى عنه أنّه لمّا دخلت التّتار البلاد وملكوا من [ما] وراء النهر إلى العراق، وقتلوا تلك المقتلة