أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وثلاث أصابع. مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وستّ أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٦١]
السنة الرابعة والثلاثون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
فيها خرج ناصر الدولة بن حمدان من عند الوزير أبى عبد الله [الماسكىّ «١» ] وزير المستنصر بمصر؛ فوثب عليه رجل صيرفىّ وضربه بسكّين؛ فأمسك الصيرفىّ وشنق فى الحال، وحمل ناصر الدولة بن حمدان إلى داره جريحا، فعولج فبرىء بعد مدّة.
وقيل: إنّ المستنصر ووالدته كانا دسّا الصيرفىّ عليه. وفى هذه الأيام اضمحلّ أمر المستنصر بالديار المصريّة لتشاغله باللهو والشرب والطّرب. فلمّا عوفى ابن حمدان اتّفق مع مقدّمى المشارقة، مثل سنان الدولة وسلطان الجيوش وغيرهما، فركبوا وحصروا القاهرة. فاستنجد المستنصر وأمّه بأهل مصر، وأذكرهم حقوقه عليهم، ووعدهم بالإحسان؛ فقاموا معه ونهبوا دور أصحاب ابن حمدان وقاتلوهم. فخاف ابن حمدان وأصحابه، ودخلوا تحت طاعة المستنصر، بعد أمور كثيرة صدرت بين الفريقين.
وفيها أبيع القمح بمصر بمائة دينار الإردبّ، ثمّ عدم وجوده. وقد ذكرنا ذلك كلّه فى أوّل ترجمة المستنصر مفصّلا.