أبو الحسن الأصبهانىّ، كان أوّلا من أبناء الدنيا المترفين فتزهّد وخرج عما كان فيه، وكان يكاتب الجنيد فيقول الجنيد:«١» ما أشبه كلامه بكلام الملائكة!.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وتسع عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٠٨]
السنة الثانية من ولاية تكين الثانية على مصر، وهى سنة ثمان وثلثمائة- فيها غلت الأسعار ببغداد وشغبت العامّة ووقع النهب، فركبت الجند؛ وسبب ذلك ضمان «٢» حامد بن العباس السواد وتجديد المظالم لمّا ولى الوزارة «٣» ، وقصدوا دار حامد فخرج اليهم غلمانه فحاربوهم ودام القتال بينهم أياما وقتل منهم «٤» خلائق، ثم اجتمع من العامّة نحو عشرة آلاف، فأحرقوا الجسر وفتحوا السجون ونهبوا الناس، فركب هارون [بن غريب «٥» ] فى العساكر وركب حامد بن العباس في طيّار «٦» فرجموه، واختلّت أحوال الدولة العبّاسية وغلبت الفتن ومحقت الخزائن. وفيها استولى عبيد الله الملقّب بالمهدىّ الداعى على بلاد المغرب وعظم أمره؛ ومن يومئذ أخذ أمر عبيد الله هذا في إقبال،