تولى السري ثانياً على مصر من قبل الخليفة المأمون على الصلاة والخراج معاً.
وقدم الخبر من المأمون بولايته في يوم الأربعاء لاثنتي عشرة خلت من شعبان سنة إحدى ومائتين، ففي الحال أخرج من السجن ولبس خلعة المأمون بإمرة مصر وتوجّه الى المعسكر وسكن به. وجعل على شرطته محمد بن عسّامة «١» ثم عزله بالحارث بن زرعة؛ فشكا منه الجند فعزله بابنه ميمون، ثم عزل ميموناً أيضاً بأبي ذكر بن المخارق «٢» ، ثم عزله بأخيه صالح بن الحكم، ثم عزل صالحاً بأخيه إسماعيل، ثم عزل إسماعيل بأخيه داود؛ كل ذلك لتغلب أهل مصر عليه وهو يصغي إلى قولهم إلى أن أستفحل أمره. ولما ثبتت قدمه في إمرة مصر أخذ يتتبع من كان حاربه وعاداه في أول ولايته، فمسك منهم جماعة وأخرج جماعة، ومهد أمور مصر وأصلح أحوال أهل البلاد وأباد أهل الحوف. وأستمر على إمرة مصر إلى أن توفي بها في سلخ جمادى الأولى من سنة خمس ومائتين.
وقال صاحب البغية: مات بالفسطاط يوم السبت لانسلاخ ربيع الأول من سنة خمس ومائتين.
قلت: وعلى هذا القول كانت ولايته على مصر في هذه المرة الثانية ثلاث سنين وتسعة أشهر وثمانية عشر يوماً. وتولى إمرة مصر من بعده ابنه محمد بن السّمرىّ.
وكان السرىّ أميرا جليلا معظّما فى الدّول، ولى الأعمال وتنقل في البلاد، وكان ممن