أبو يوسف اللغوىّ صاحب إصلاح المنطق، كان علّامة الوجود، قتله المتوكّل بسبب محبّته لعلىّ بن أبى طالب رضى الله عنه. قال له يوما: أيّما أحبّ إليك أنا وولداى: المؤيّد والمعتزّ، أم علىّ والحسن والحسين؟ فقال: والله إنّ شعرة من قنبر خادم علىّ خير منك ومن ولديك؛ فأمر المتوكّل الأتراك فداسوا بطنه؛ فحمل الى بيته ومات اهـ.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وثمانية عشر إصبعا، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وإصبعان.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٤٤]
السنة الثانية من ولاية يزيد بن عبد الله على مصر وهى سنة أربع وأربعين ومائتين- فيها سخط المتوكّل على حكيمه بختيشوع ونفاه إلى البحرين. وفيها افتتح بغا التركىّ حصنا كبيرا من الروم يقال له صملة. وفيها اتّفق عيد الأضحى وفطير اليهود وعيد الشّعانين للنّصارى فى يوم واحد. وفيها توفى الحسن بن رجاء أبو علىّ البلخىّ، كان إماما حافظا، سافر فى طلب الحديث، وسمع الكثير، ولقى الشيوخ، وروى عنه غير واحد. وفيها توفّى علىّ بن حجر بن إياس بن مقاتل الإمام أبو الحسن السّعدىّ [المروزىّ «١» ] ، ولد سنة أربع وخمسين ومائة، وكان من علماء خراسان، كان حافظا متقنا شاعرا، طاف البلاد وحدّث، وانتشر حديثه بمرو. وفيها توفى محمد «٢» بن العلاء بن كريب أبو كريب الهمذانىّ الكوفىّ الحافظ، كان من الأئمة الحفّاظ، لم يكن بعد الإمام أحمد أحفظ منه.