أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وإصبعان. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وأربع عشرة إصبعا.
[ما وقع من الحوادث سنة ٦٦٤]
السنة السادسة من ولاية الملك الظاهر بيبرس على مصر، وهى سنة أربع وستين وستمائة.
فيها توفّى شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن صالح، كان فاضلا أديبا. ومن شعره، رحمه الله، فى مكار مليح:
علقته مكاريا ... شرّد عن عينى الكرى
قد أشبه البدر فلا ... يملّ من طول السّرى
وفيها توفّى طاغية التّتار وملكهم هولاكو وقيل هولاوون وقيل هولاو بن تولى خان بن چنكز خان المغلى التّركىّ، ملك مكان أبيه بعد موته وكان من أعظم ملوك التّتار، وكان حازما شجاعا مدبرا، استولى على الممالك والأقاليم فى أيسر مدّة، وفتح بلاد خراسان وأذربيجان وعراق العجم وعراق العرب والموصل والجزيرة وديار بكر والشام والروم والشرق وغير ذلك. وهو الذي قتل الخليفة المستعصم المقدّم ذكره، وكان على قاعدة المغل لا يتديّن بدين، وإنّما كانت زوجته ظفر خاتون قد تنصّرت، فكانت تعضد النصارى وتقيم شعائرهم فى تلك البلاد. وكان هولاكو سعيدا فى حروبه لا يروم أمرا إلّا ويسهل عليه، وكانت وفاته بعلّة الصّرع، وكان الصّرع يعتريه من عدّة سنين فى كلّ وقت، حتّى إنّه كان يعتريه فى اليوم الواحد المرّة والمرّتين والثلاث، ثم زاد به فمرض ولم يزل ضعيفا نحو شهرين وهلك، فأخفوا موته وصبّروه حتى حضر ولده أبغا وجلس مكانه فى الملك، وقيل: إنّه لم يدفن