له: اخلع نفسك؛ ثم أحضروا القاضى ابن أبى الشوارب والشهود، حتى خلع نفسه؛ ثم أخذه الأتراك بعد خمس ليال من خلعه وأدخلوه الحمام فعطش فمنعوه الماء حتى مات «١» فى شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وله أربع وعشرون سنة. وكانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة «٢» عشر يوما. وفيها توفى الحافظ أبو يحيى صاعقة، واسمه محمد بن عبد الرحيم، وله سبعون سنة. وفيها توفى محمد بن كرّام «٣» السّجستانىّ.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع واثنتا عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وست أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٥٦]
السنة الثانية من ولاية أحمد بن طولون على مصر وهى سنة ست وخمسين ومائتين- فيها وثب موسى بن بغا بالأتراك على صالح بن وصيف وطالبوه بقتل المعتز وبمال أمّه قبيحة، ووقع بينهم حروب قتل فيها صالح بن وصيف المذكور؛ ثم خلعوا الخليفة المهتدى، فقاتلهم حتى ظفروا به وقتلوه، وبايعوا المعتمد بالخلافة.
وفيها استعمل الخليفة أخاه الموفّق طلحة على المشرق، وصيّر ابنه جعفرا ولىّ عهده وولّاه مصر والمغرب، ولقّبه المفوّض إلى الله. وانهمك المعتمد فى اللهو واللذات.
واشتغل عن الرعيّة، فكرهه الناس وأحبّوا أخاه الموفّق طلحة، فغلب على الأمر حتى صار المعتمد معه كالمحجور عليه، على ما سيأتى ذكره. وفيها توفّى الحسن بن علىّ