السنة الثالثة من ولاية على بن يحيى على مصر وهى سنة ثمان وعشرين ومائتين- فيها استخلف الخليفة هارون الواثق على السلطنة أشناس الذي كان أمر مصر اليه يولّى فيها من اختار، وألبسه وشاحين بجوهر. وفيها وقعت قطعة من جبل العقبة، قتل تحتها جماعة من الحاجّ. وفيها توفى عبيد «١» الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبد الله بن معمر «٢» الحافظ أبو عبد الرحمن التّيمىّ ويعرف بابن عائشة، وهو من ولد عائشة بنت طلحة، قدم بغداد وحدّث بها، وكان فاضلا أديبا حسن الخلق ورعا عارفا بأيام الناس؛ وكان مع هذه الفضيلة شديد القوّة يمسك يمينه ويساره شاتين الى أن تنسلخا؛ وابن عائشة هو الذي ضربه المأمون فخرج منه ريح، فقال فيه أبو نواس تلك الأبيات المشهورة «٣» . وفيها توفى عبد الملك ابن عبد العزيز الحافظ أبو نصر التّمار، كان إماما عالما صدوقا زاهدا، إلا أنه كان ممن أجاب فى المحنة، فنهى الامام أحمد لهذا المعنى [عن] الأخذ عنه. وفيها توفى