السنة الخامسة عشرة من ولاية أحمد بن طولون على مصر وهى سنة تسع وستين ومائتين- فيها قطعت الأعراب الطريق على [قافلة من «١» ] الحاجّ، وأخذت خمسمائة جمل بأحمالها. وفيها وثب خلف الفرغانىّ التركىّ عامل أحمد بن طولون، على يازمان «٢» خادم الفتح «٣» بن خاقان وحبسه بالثغور، فخلّصه الجند وهمّوا بقتل خلف، فهرب إلى دمشق؛ فاتفقوا ولعنوا أحمد بن طولون على المنابر. فبلغ ابن طولون، فسار من مصر حتى نزل أذنة وقد تحصّن بها يا زمان المذكور؛ فأقام ابن طولون مدّة على حصاره فلم ينل منها طائلا، فعاد إلى دمشق. وفيها استولى الموفّق على مدينة صاحب الزّنج ودخلها عنوة. وفيها توفى أحمد بن عبد الله بن القاسم الحافظ أبو بكر الورّاق على الصحيح؛ حدّث عن عبد الله بن معاذ العنبرىّ وغيره، وروى عنه «٤»[أبو] سعيد بن الأعرابىّ وغيره. وفيها توفّى الحسن بن مخلد بن الجرّاح أبو محمد الكاتب الوزير، ولد سنة تسع ومائتين، وكان يتولّى ديوان الضّياع للمتوكّل جعفر، واستوزره المعتمد. وفيها توفّى «٥» خالد بن أحمد بن عمرو الأمير أبو الهيثم الذّهلىّ، ولى إمرة مرو وهراة «٦» وبخارى «٧» وغيرها؛ وكان من أهل السنّة، وله أيام مشهورة وأمور