ابن مغيث، فدخلوا بلاد العدو وبلغوا أربونة وجرندة «١» [فبدأ بجرندة «٢» ] وكان بها حامية الفرنج، فقتل رجالها وهدم أسوارها وأبراجها وأشرف على فتحها فرحل عنها إلى أربونة ففعل بها مثل ذلك، وأوغل فى بلادهم ووطئ أرض بربطانية «٣» فاستباح حريمها وقتل مقاتلتها، وجاس البلاد شهراً يحرق الحصون ويسبي ويغنم، وقد أجفل العدو من بين يديه هارباً، وأوغل في بلادهم ورجع سالماً ومعه من الغنائم ما لا يعلمه إلا الله تعالى. وهي من أشهر مغازى المسلمين بالأندلس.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ١٧٧]
السنة التى حكم فيها على مصر عبد الله بن المسيب وهي سنة سبع وسبعين ومائة- فيها عزل الرشيد حمزة بن مالك الخزاعي عن إمرة خراسان وولاها الفضل ابن يحيى البرمكي مع سجستان والري. وفيها حج بالناس الرشيد، وكان هذا دأب الرشيد، فسنة يحج وسنة يغزو، وفي هذا المعنى قال بعض شعراء عصره:
فمن يطلب لقاءك أو يرده ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
وفيها توفي شريك بن عبد الله بن أبي شريك أبو عبد الله القاضي النخعي، أصله من الكوفة، وبها توفي يوم السبت مستهل ذي القعدة، وكان إماماً عالما ديناً.
قال ابن المبارك: شريك أحفظ لحديث الكوفيين من سفيان الثوري. وفيها توفي أبو الخطاب الأخفش الكبير في هذه السنة وقيل فى غيرها، واسمه عبد الحميد ابن عبد المجيد شيخ العربية، أخذ عنه سيبويه ولولا سيبويه لما كان يعرف، فإن