إماما مفتنّا له التصانيف المشهورة، وكانت وفاته يوم عاشوراء بنيسابور. وقد تقدّم أن الألقاب ما تداول تسميتها إلّا من الأعاجم لحبّهم للرياسة «١» والتعظيم كما هى عادتهم.
وفيها توفّى معمر بن أحمد بن محمد بن زياد أبو منصور الأصبهانىّ الزاهد، كان من كبار المشايخ، وله قدم هائلة «٢» فى الفقه والصلاح.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤١٩]
السنة الثامنة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهى سنة تسع عشرة وأربعمائة.
فيها ولّى الظاهر أمر دمشق لأمير الجيوش الدزبرىّ، وكان شجاعا شهما واسمه أبو منصور أنوشتكين التركىّ.
وفيها توفّى محمد بن عمر بن يوسف أبو عبد الله بن الفخّار القرطبىّ المالكىّ الحافظ عالم الأندلس في عصره، سمع الحديث وحدّث وحجّ وجاور بالمدينة وأفتى بها، وكان إماما عالما زاهدا ورعا متقشّفا عارفا بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء، يحفظ المدوّنة حفظا جيدا.
وفيها توفّى حمزة بن إبراهيم أبو الخطاب، كان بلغ من بهاء الدولة بن بويه منزلة عظيمة لم يبلغها غيره، كان يعلّمه النجوم. وكان حاكما على الدولة والوزراء، والقوّاد يخافونه، وما كان يقنع من الوزراء بالقليل. ولما فتح فخر الملك قلعة سابور حمل إليه مائة ألف دينار فاستقلّها؛ وما كان بهاء الدولة يخالفه أبدا.