وكانت ولاة الأندلس من بنى أميّة أربعة عشر على عدد أسلافهم، ومدّة سنينهم مائتان وثمانون سنة، فأوّلهم عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو المطرّف الملقّب بالداخل، لكونه دخل المغرب؛ بويع سنة تسع وثلاثين ومائة في أيّام أبى جعفر المنصور العباسىّ. ثمّ ولى بعده ابنه هشام في سنة اثنتين وسبعين. ثم ولى بعده ابنه الحكم بن هشام بن عبد الرّحمن في سنة ثمانين ومائة. ثم ولى بعده ابنه عبد الرّحمن بن الحكم في سنة ستّ وثمانين ومائة. ثم ولى بعده ابنه محمد في سنة ثمان وثلاثين ومائتين. ثم ولى بعده ابنه المنذر بن «١» محمد سنة ثلاث وسبعين ومائتين ومات سنة خمس وسبعين، ولم يكن له ولد؛ فولى عبد الله ابن محمد بن عبد الرّحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرّحمن الداخل. ثم ولى بعده ابنه عبد الرّحمن سنة ثلثمائة. ثم ولى بعده الحكم بن عبد الرّحمن سنة ثمان وخمسين وثلثمائة. ثم ولى بعده ابنه هشام سنة «٢» سبعين وثلثمائة ومات سنة تسع وتسعين وثلثمائة بعد أن تغلّب عليه محمد بن هشام بن عبد الجبّار الملقّب بالناصر لدين الله؛ ثم غلب عليه سليمان بن الحكم. ثم ولى هشام بن الحكم بن عبد الرّحمن، ثم وقع خباط كبير؛ على ما يأتى ذكره في محلّه إن شاء الله.
وفيها توفّى الشريف أبو الحسن علىّ ابن طباطبا العلوىّ، كان فاضلا شاعرا فصيحا، مات ببغداد في ذى القعدة، وكان على مذهب القوم.
وفيها توفّى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الإسفراينىّ الأصولىّ المتكلّم الفقيه الشافعىّ إمام أهل خراسان ركن الدين، وهو أوّل من لقّب من الفقهاء. كان