السنة الثانية من ولاية خمارويه على مصر، وهى سنة اثنتين وسبعين ومائتين- فيها وقع خلاف بين أبى العبّاس بن الموفّق وبين يا زمان الخادم في طرسوس، فأخرج أهل طرسوس أبا العبّاس عنهم، فقدم الى أبيه ببغداد. وفيها دخل حمدان «١» بن حمدون وهارون الشارىّ «٢» بالخوارج مدينة الموصل وصلّى الشارىّ بالناس فى الجامع. وفيها تحرّكت الزّنج بواسط وصاحوا: أنكلاى «٣» يا منصور، وكان أنكلاى وسليمان بن جامع و [أبان «٤» بن على] المهلّبىّ والشعرانىّ وغيرهم من قوّاد الزّنج محبوسين في بغداد في بئر «٥» فتح السّعيدىّ، فكتب إليه الموفّق بأن يبعث رءوسهم ففعل، وصلبت أبدانهم على الجسر. وفيها غزا الصائفة يا زمان الخادم وفيها حجّ بالناس هارون بن محمد بن إسحاق بن عيسى بن موسى بن محمد بن علىّ بن عبد الله بن العباس. وفيها توفّى أحمد بن مهدىّ بن رستم الحافظ أبو جعفر الأصبهانىّ أحد الثّقات الحفّاظ الرحّالين في طلب الحديث والعلم، كان صاحب صلاة وتعبّد واجتهاد، لم يفرش له فراش منذ أربعين سنة، وأنفق على محصل العلم ثلثمائة ألف درهم، وصنّف المسند. وفيها توفّى الحسن بن إسحاق بن يزيد أبو علىّ العطّار؛ قال عبد الرّحمن بن هارون: كنّا في البحر سائرين إلى إفريقيّة فركدت علينا «٦» ريح، فأرسينا «٧»