فخر الملك، فقال له: جلوس الأستاذ في العتب، رعاية للنسب «١» . فغضب ابن البواب وقال: لو كان لى الأمر ما مكنت مثلك من الدخول؛ فقال البتّىّ: حتى لا يترك الشيخ صنعته. انتهى. وقد قال فيه بعضهم:[البسيط]
هذا وأنت ابن بوّاب وذو عدم ... فكيف لو كنت ربّ الدار والمال
وفيها توفّى محمد بن [محمد «٢» بن] النعمان أبو عبد الله فقيه الشيعة وشيخ الرافضة وعالمها ومصنّف الكتب في مذهبها. قرأ عليه الرضى والمرتضى وغيرهما من الرافضة، وكان له منزلة «٣» عند بنى بويه وعند ملوك الأطراف الرافضة. قلت: كان ضالّا مضلّا هو ومن قرأ عليه ومن رفع منزلته؛ فإن الجميع كانوا يقعون في حقّ الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين؛ عليهم من الله ما يستحقّونه. ورثاه الشريف المرتضى «٤» ؛ ولو عاش أخوه لكان أمعن في ذلك، فإنّهما كانا أيضا من كبار الرافضة. وقد تكلّم أيضا في بنى بويه أنّهم كانوا يميلون إلى هذا المذهب الخبيث؛ ولهذا نفرت القلوب منهم، وزال ملكهم بعد تشييده.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤١٤]
السنة الثالثة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهى سنة أربع عشرة وأربعمائة.