هو السلطان الملك العادل بدر الدين سلامش ابن السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارىّ الصالحىّ النجمىّ السادس من ملوك الترك بمصر.
تسلطن بعد خلع أخيه الملك السعيد أبى المعالى ناصر الدين محمد بركة خان باتّفاق الأمراء على سلطنته، وجلس على سرير الملك فى يوم الأحد سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وستمائة وعمره يوم تسلطن سبع سنين. وجعلوا أتابكه ومدبّر مملكته الأمير سيف الدين قلاوون الصالحى النّجمىّ. وضربت السّكّة على أحد الوجهين باسم الملك العادل سلامش هذا، وعلى الوجه الآخر اسم الأمير قلاوون؛ وخطب لهما أيضا على المنابر. واستمرّ الأمر على ذلك وصار الأمير قلاوون هو المتصرّف فى الممالك والعساكر والخزائن، ولم يكن لسلامش فى السلطنة مع قلاوون إلّا مجرّد الاسم فقط. وأخذ قلاوون فى الأمر لنفسه. فلمّا استقام له الأمر دخل إليه الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ووافقه على السلطنة وأخفى ذلك لكونه كان خشداشه، وكان الأمير عزّ الدين أيدمر نائب الشام عاد إلى الشام بمن معه بعد خلع الملك السعيد، فوصل إلى دمشق يوم الأحد مستهلّ جمادى الأولى، فخرج لتلقّيه من كان تخلّف بدمشق من الأمراء والجند، والمقدّم عليهم الأمير جمال الدين آقوش الشمسىّ. وكان قلاوون قد كاتب آقوش فى أمر أيدمر هذا والقبض عليه، فلمّا وصلوا إلى مصلّى العيد بقصر حجّاج احتاط الأمير جمال الدين آقوش الشمسى والأمراء الذين معه على الأمير أيدمر نائب الشام وأخذوه بينهم، وفرّقوا بينه وبين عسكره الذين حضروا معه من الديار المصريّة، ودخلوا إلى