أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاثة أذرع وعشرون إصبعاً، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وسبعة عشر إصبعا.
[ذكر ولاية محمد بن عبد الملك على مصر]
هو محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أمير مصر. وليها بعد عزل حنظلة بن صفوان من قبل أخيه الخليفة هشام بن عبد الملك على الصلاة، ودخل إليها يوم الأحد «١» لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال من سنة خمس ومائة المقدم ذكرها. ومحمد هذا هو أخو سعيد ابن عبد الملك لأبويه، وهو من الطبقة الرابعة من تابعي أهل دمشق، وكان ناسكاً كثير العبادة حسن السيرة جواداً، كان يكره من أخيه هشام وغيره حتى يلي الأعمال، ولما ولي مصر جعل على شرطته حفص بن الوليد الحضرمي. وحدث عن رجل عن أبي هريرة وسمع من المغيرة بن شعبة.
وقال أبو حاتم: روى عمن سمع معاوية وعن المغيرة مرسلاً، وروى عنه الأوزاعي وغيره، وكان ثقة مأموناً. وحين وصوله «٢» إلى مصر وقع بها وباء ففر منها محمد إلى الصعيد فلم تطل مدته بالصعيد وعاد بعد أيام إلى مصر؛ ثم خرج منها بسرعة إلى الأردن واستعفى فأعفي، وصرف عن إمرة مصر بالحر بن يوسف، فكانت ولايته شهراً واحداً؛ وسكن الأردن، ودام في دولة أخيه هشام على ذلك إلى أن حج بالناس في سنة ثلاثين ومائة، وعاد من الحج فوجد الفتن قائمة بالشأم من جهة بني العباس، فاستمر عند ابن عمه مروان بن محمد بن مروان المعروف بالحمار إلى أن