السنة التاسعة من سلطنة الملك الأشرف شعبان بن حسين على مصر وهي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.
فيها رسم السلطان الملك الأشرف للأشراف بسائر الأقطار أن يسموا عمائمهم بعلائم خضر، وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه في ترجمة الأشرف. والله أعلم.
وفيها توفّى القاضى كمال الدين أبو الغيث محمد ابن القاضى تقىّ الدين عبد الله ابن قاضى القضاة نور الدين أبى عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن [عبد الخالق «١» بن] عبد القادر الأنصارىّ الدمشقىّ الشافعىّ الشهير بابن الصائغ بدمشق عن بضع وأربعين سنة. رحمه الله. وكان ولى قضاء حلب مرتين ثم ولى قضاء حمص، ثم عاد إلى دمشق، وبها كانت وفاته.
وتوفّى الشيخ العالم العلّامة قاضى القضاة «٢» سراج الدين أبو حفص عمر ابن الشيخ نجم الدين إسحاق بن شهاب الدين أحمد الغزنوىّ الهندىّ الحنفىّ قاضى قضاة الديار المصرية بها في ليلة الخميس سابع شهر رجب، بعد أن ولى القضاء نحو خمس عشرة سنة- رحمه الله- وتولّى بعده القضاء صدر الدين «٣» محمد بن جمال الدين التّركمانىّ؛ ومولد السراج هذا في سنة أربع أو خمس وسبعمائة تخمينا، وقدم القاهرة قبل سنة أربعين [وسبعمائة]- رحمه الله- وكان إماما عالما بارعا مفتنّا في الفقه والأصلين والنحو وعلمى المعانى والبيان وغيرهم، وناب في الحكم بالقاهرة وتصدّى للإفتاء والتدريس والإقراء سنين، ثمّ تولّى عدّة وظائف دينيّة، وهو أحد من قام