وفيها توفّى مطهّر «١» بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الصوفىّ الشّيرازىّ أحد أعيان مشايخ الصوفيّة، جاور بمدينة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أربعين سنة، ورحل إلى بغداد، ثمّ عاد إلى دمشق فمات بها فى شهر رجب.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وأربع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا سواء.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٤٦]
السنة التاسعة عشرة من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة ستّ وأربعين وأربعمائة.
فيها استوحش الخليفة القائم بأمر الله من الأمير أبى الحارث أرسلان البساسيرىّ واستوحش البساسيرىّ منه. وهذا أوّل الفتنة التى ذكرناها فى ترجمة المستنصر هذا من أنه خطب له على منابر بغداد. وكتب الخليفة القائم بأمر الله إلى طغرلبك السّلجوقىّ فى الباطن يستنهضه إلى السير إلى العراق، وكان بنواحى خراسان.
وفيها توفّى الحسن بن علىّ بن إبراهيم أبو علىّ الأهوازىّ المقرئ، كان إماما فى القراءات، وصنّف فى علوم القرآن كتبا كثيرة، وانتهت إليه الرياسة بالشام فى القراءة، وسمع الحديث الكثير، وكان يكره مذهب الأشعرىّ ويضعفه، ومن أجله صنّف ابن عساكر كتابه المسمّى «تبيين «٢»[كذب] المفترى، [فيما نسب] إلى أبى الحسن الأشعرىّ» .