للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى هذه رسالة كان أستر للحال، لأنّه إنّما ذكر فيها أنّه وقع اللعن على الأشعرىّ، وأنّ السلطان سئل أن يرفع ذلك فلم يجب؛ ثمّ لم يذكر له حجّة، ولا دفع للخصم شبهة.

وذكر ابن الجوزىّ من هذا النوع أشياء كثيرة، حتّى قال: وذكر مثل هذا نوع تغفّل. انتهى.

وفيها توفّى إبراهيم بن عمر بن أحمد أبو إسحاق الفقيه الحنبلىّ ويعرف بالبرمكىّ، لأنّ أهله كانوا يسكنون بالبرمكيّة «١» ؛ كان إماما عارفا بمذهبه، وله حلقة للفتوى بجامع المنصور، وسمع خلقا كثيرا، وروى عنه الخطيب وغيره؛ وكان صالحا زاهدا ورعا ديّنا صدوقا ثقة.

وفيها توفّى أحمد بن عمر بن روح أبو الحسين «٢» النّهروانىّ؛ كان فاضلا شاعرا قال: كنت على شاطئ «٣» دجلة، فمرّبى إنسان فى سفينة وهو يقول:

[الوافر]

وما طلبوا سوى قتلى ... فهان علىّ ما طلبوا

فقلت له: قف، ثم قلت بديها: أضف إليه:

على قلبى الأحبّة بالت ... مادى فى الجفا غلبوا

وبالهجران طيب النّو ... م من عينىّ قد سلبوا

وما طلبوا سوى قتلى ... فهان على ما طلبوا