السنة الحادية عشرة من ولاية خمارويه على مصر، وهى سنة إحدى وثمانين ومائتين- فيها أرسل خمارويه طغج بن جفّ الى غزو الروم فتوجّه من طرسوس حتى بلغ طرابزون «١» وفتح ملورية «٢» في جمادى الآخرة. وفيها غارت المياه بالرّىّ وطبرستان فصار الماء يباع ثلاثة أرطال بدرهم، وغلت الأسعار وقحط الناس وأكل بعضهم بعضا، حتى أكل رجل ابنته. وفيها توفى ابن أبى الدّنيا واسمه عبد الله بن محمد أبو بكر القرشىّ البغدادىّ مولى بنى أميّة، ولد سنة ثمان ومائتين، وكان مؤدّبا «٣» لجماعة من أولاد الخلفاء منهم المعتضد وابنه المكتفى، وكان عالما زاهدا ورعا عابدا وله التصانيف الحسان، والناس بعده عيال عليه في الفنون التى جمعها، وروى عنه خلق كثير، واتفقوا على ثقته وصدقه وأمانته. وفيها توفى أبو بكر عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهانىّ الإمام المتقن.
وفيها توفى الإمام الفقيه محمد بن إبراهيم بن الموّاز المالكىّ.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع سواء، مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وعشر أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٨٢]
السنة الثانية عشرة من ولاية خمارويه على مصر- فيها مات- وهى سنة اثنتين وثمانين ومائتين- فيها في المحرّم أمر المعتضد بتغيير نوروز العجم الذي هو افتتاح الخراج