أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وأربع أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٢٤]
السنة الثالثة عشرة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهى سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
فيها عملت الرافضة المأتم ببغداد في يوم عاشورا على العادة، فأقام بذلك «١» العيّارون. أعنى عن الزعران «٢» الذين كانوا غلبوا على بغداد، وعجزت الحكّام عنهم.
وفيها توفّى أحمد بن الحسين بن أحمد أبو الحسين المعروف بابن السّماك الواعظ البغدادىّ، مولده سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة، وكان يعظ بجامع المنصور والمهدىّ ويتكلم على طريق الصوفية، وكان لكلامه رونق، غير أنهم تكلموا فيه؛ وكانت وفاته ببغداد في ذى الحجة من السنة.
وفيها في المحرّم خرجوا ببغداد للاستسقاء بسبب القحط.
وفيها ثار أهل الكرخ بالعيّارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحهم، وطلبوا من السلطان المعاونة. وسبب ذلك أن العيّارين نهبوا تاجرا فغضب له أهل سوقه، فرد العيّارون بعض ما أخذوا؛ ثم كبسوا دار ابن العلواء «٣» الواعظ وأخذوا ماله، ثمّ فعلوا ذلك بجماعة كثيرة، حتّى قام عليهم أهل الكرخ، ووقع بينهم بسبب ذلك قتال وحروب يطول شرحها.