هو حوثرة بن سهيل أخو عجلان «١» بن سهيل الباهلي أمير مصر، ولاه مروان الحمار على إمرة مصر بعد أن عزل عنها حفص بن الوليد المقدّم ذكره، وجهّز صحبته العساكر لقتال حفص بن الوليد، فخرج حوثرة من الشأم وسار منها بالعساكر حتى وصل إلى مصر في يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلةً خلت من المحرم سنة ثمان وعشرين ومائة وزاد صاحب «البغية» فقال: ومعه سبعة آلاف فارس، وولاه مروان على الصلاة وعيسى بن أبى عطاء على الخراج. اهـ. ولما وصل حوثرة إلى مصر أجمع «٢» جند مصر وأهلها على منعه من الدخول إلى مصر فأبى عليهم حفص بن الوليد ونهاهم عن ذلك فخافوا حوثرة وسألوه الأمان فأمنهم ونزل بظاهر الفسطاط، وقد اطمأنوا إليه، فخرج إليه حفص بن الوليد في وجوه الجند فقبض حوثرة عليهم وقيدهم وأوسع الجند سباً فانهزم الجند، فقام حوثرة من وقته ودخل إلى مصر ومعه عيسى بن أبي عطاء وهو على الخراج على عادته وحوثرة على الصلاة لا غير، وبعث حوثرة في طلب رؤساء مصر فجمعوا له فضرب أعناقهم وفيهم رجاء بن الأشيم الحميري «٣» من كبار المصريين، ثم أخذ حفص بن الوليد فقتله وأخذ في تمهيد أمور مصر، وتم أمره إلى سنة إحدى وثلاثين ومائة [ثم]«٤» عزله مروان الحمار عن إمرة مصر وبعثه إلى العراق لقتال الخراسانية دعاة بني العباس فقتل هناك، وكان استخلف على مصر أبا الجراح بشر بن أوس، وكان خروجه من مصر لعشر خلون من شهر رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة، فكانت ولايته على مصر ثلاث سنين وستة أشهر، وولي مصر من بعده