المغيرة بن عبيد «١» الله الآتي ذكره. ولما توجه حوثرة إلى الشأم ووجهه مروان الحمار إلى العراق نجدةً لابن هبيرة فتوجه إلى العراق ووقع له بها أمور، ولم يزل مع مروان الحمار إلى أن انكسر مروان من أبي مسلم الخراساني صاحب دعوة بني العباس، وقيل:
فقتل حوثرة هذا مع من قتل من أعوان بني أمية فإنه كان مولى لبني أمية ومن كبار أمرائهم، يقال: إنهم طحنوه طحناً لما ظفروا به حتى مات، فإنه كان شجاعاً مقداماً صاحب رأي وتدبير وقوّة وخبرة بالحروب. اهـ. وأما أمر حوثرة لما توجه إلى العراق لابن هبيرة فإنه وصل إليه وفي وصوله له قدم على يزيد «٢» بن هبيرة ابنه داود منهزماً، فخرج يزيد بن هبيرة ومعه حوثرة هذا إلى نحو قحطبة في عدد كثير لا يحصى وساروا حتى نزلوا جلولاء «٣» ، واحتفر ابن هبيرة الخندق الذي كانت العرب «٤» اختفرته أيام وقعة جلولاء، وأقام به، وأقبل قحطبة إلى جهة ابن هبيرة فارتحل ابن هبيرة وحوثرة بمن معهما إلى الكوفة لقحطبة، وقدم حوثرة هذا أمامه في خمسة عشر ألفاً إلى الكوفة، وقيل: إن حوثرة لم يفارق يزيد بن هبيرة، وأرسل قحطبة طائفةً من أصحابه الى الأنبار وغيرها وأمرهم بإحدار ما فيها من السفن ليعبر الفرات فبعثوا إليه كل سفينة كانت هناك، فقطع قحطبة الفرات حتى صار في غربيه، ثم سار يريد الكوفة حتى انتهى إلى الموضع الذي فيه ابن هبيرة وحوثرة، وذلك في محرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة لثمان مضين منه، وكان ابن هبيرة قد عسكر على فم الفرات من [أرض «٥» ] الفلوجة «٦» العليا على ثلاثة وعشرين فرسخاً من الكوفة، وكان قدم عليه أيضاً ابن ضبارة «٧» نجدةً بعد حوثرة بن سهيل الباهلي المذكور، فقال حوثرة لابن هبيرة: