إن قحطبة قد مضى يريد الكوفة فاقصد أنت خراسان ودعه ومروان فإنك تكسره وبآلحرى أن يتبعك، قال ابن هبيرة: ما كان ليتبعنى ويدع الكوفة، ولكن الرأى أن أبادره إلى الكوفة، فعبر الدجلة من المدائن يريد الكوفة، واستعمل على مقدمته حوثرة المذكور وأمره أن يسير إلى الكوفة، والفريقان يسيران على جانبي الفرات، وقد قال قحطبة لأصحابه: إن الإمام أخبرني أن لي بهذا المكان وقعةً يكون النصر [فيها «١» ] لنا، ثم عبر قحطبة من مخاضة وقاتل حوثرة ومحمد بن نباتة فانهزم حوثرة ومحمد بن نباتة وأخوه ولحقوا بابن هبيرة، فانهزم ابن هبيرة بهزيمتهم ولحقوا بواسط وتركوا عسكرهم وما فيه من الأموال والسلاح وغير ذلك، وقيل: إن حوثرة كان بالكوفة فبلغه هزيمة يزيد بن هبيرة فسار إليه بمن معه. وأما أمر قحطبة فإنه فقد من عسكره بعد هزيمة عساكر ابن هبيرة، فقال أصحاب قحطبة: من عنده عهد من قحطبة فليخبر به، فقال مقاتل بن مالك العكي: سمعت قحطبة يقول: إن حدث بي حدث فالحسن ابني أمير الناس، فبايع الناس حميد بن قحطبة لأخيه الحسن، وكان قد سيره أبوه قحطبة في سرية؛ ثم أرسلوا إليه وأحضروه وسلموا إليه الأمر ثم بعثوا «٢» على قحطبة فوجدوه في جدول هو وحرب بن سالم بن أحوز «٣» قتيلين، فظنوا أن كل واحد منهما قتل صاحبه. وقيل: إن معن بن زائدة ضرب قحطبة على عاتقه فسقط في الماء فأخرجوه، فقال: شدوا يدي إذا أنا مت وألقوني في الماء لئلا يعلم الناس بقتلي ثم كونوا في أمركم، فوقع ذلك حتى انهزم «٤» عسكر ابن هبيرة.