ابن لاحق اللاحقي، كان شاعراً فاضلاً بليغاً، قدم بغداد واتصل بالبرامكة، وله فيهم مدائح كثيرة، وصنف لهم كتاب «كليلة «١» ودمنة» وهو فرد في معناه.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وثمانية أصبع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وسبعة عشر إصبعا.
[ذكر ولاية سليمان بن غالب على مصر]
هو سليمان بن غالب بن جميل بن يحيى بن قرّة البجلي الأمير أبو داود، ولي إمرة مصر على الصلاة والخراج معاً؛ بعد عزل السري بن الحكم وحبسه، بإجماع الجند وأهل مصر عليه في يوم الثلاثاء لأربع خلون من شهر ربيع الأول من سنة إحدى ومائتين. وسكن المعسكر، وجعل على شرطته أبا ذكر «٢» بن جنادة بن عيسى المعافري، فشدد على المصريين، فعزله عن الشرطة بالعباس بن لهيعة الحضرمىّ. ثم وفع بين سليمان هذا وبين الجند أيضا وجشة فوثبوا عليه وقاتلوه، ووقع له معهم وقائع وحروب كثيرة آلت إلى عزله عن إمرة مصر، فصرفه المأمون عنها، وأعاد على إمرة مصر السري بن الحكم ثانية. فكانت ولاية سليمان هذا على إمرة مصر خمسة أشهر، فإنه صرف في مستهل شعبان سنة إحدى ومائتين، وتوجه إلى المأمون وصار من جملة القواد؛ وندبه المأمون لقتال بابك الخرمي، وهذا أول ظهور بابك الخرمي في الجاويدانية. وبابك هو من أصحاب الجاويدان بن سهل صاحب البذّ «٣» ،