فيروز أبو محفوظ، وقيل: أبو الحسن، من أهل كرخ بغداد، كان إمام وقته وزاهد زمانه. ذكر معروف الكرخي عند أحمد بن حنبل فقالوا: قصير العلم، فقال للقائل: أمسك، وهل يراد من العلم إلا ما وصل اليه معروف! اهـ
وكان أبواه من أعمال واسط من الصابئة. وعن أبي علي الدقاق قال: كان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى مؤدب نصراني، فكان يقول له: قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هو الواحد، فيضربه، فهرب ثم أسلم أبواه.
ومن كلام معروف- رحمة الله عليه- قال: من كابر الله صرعه، ومن نازعه قمعه، ومن ماكره خدعه، ومن توكل عليه منعه «١» ، ومن تواضع له رفعه، وعنه قال: كلام العبد فيما لا يعنيه «٢» خذلان من الله. وقال رجل: حضرت معروفا فاغتاب رجل [رجلاً «٣» ] عنده؛ فقال معروف: اذكر القطن إذا وضع على عينيك.
وعنه قال: ما أكثر الصالحين وما أقل الصادقين.
قلت: ومناقب معروف كثيرة، وزهده وصلاحه مشهور، نفعنا الله ببركته.
وفيها في أول المحرم قدم مكة حسين بن حسن الأفطس، ودخل الكعبة وجردها وأخذ جميع ما كان عليها وكساها ثوبين رقيقين من قز، كان أبو السرايا بعث بهما إليها، مكتوب عليهما: [أمر به الأصفر بن الأصفر «٤» ] أبو السرايا داعية آل محمد لكسوة بيت الله الحرام، وأن تطرح عنها كسوة الظلمة من ولد العباس؛ ثم أخذ الحسين أموالاً كثيرة من أهل مكة وصادرهم وأبادهم. وفيها توفي أبان بن عبد الحميد