وكان له عدّة بنات أفضلهنّ صفيّة خاتون صاحبة حلب أم الملك العزيز «١» » . انتهت ترجمة الملك العادل- رحمه الله تعالى-.
ولمّا مات العادل استقرّ كلّ واحد من أولاده فى مملكته، فإنه كان قسم ممالكه فى أولاده حسب ما تقدّم ذكر ذلك كلّه فى صدر هذه الترجمة، فالذى كان بمصر الملك الكامل محمد، وبالشام المعظّم عيسى، وبالشرق الأشرف شاه أرمن، وباقى أولاده كلّ واحد فى مملكة، أو فى خدمة أخ من إخوته. انتهى.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٩٧]
السنة الأولى من ولاية الملك العادل أبى بكر بن أيّوب على مصر، وهى سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
فيها كان هبوط النيل، ولم يعهد ذلك فى الإسلام إلّا مرّة واحدة فى دولة الفاطميّين، ولم يبق منه إلّا شىء يسير؛ واشتدّ الغلاء والوباء بمصر، فهرب الناس إلى المغرب والحجاز واليمن والشام وتفرّقوا وتمزّقوا كلّ ممزّق.
قال أبو المظفّر:«كان الرجل يذبح ولده الصغير وتساعده أمّه على طبخه وشيّه؛ وأحرق السلطان جماعة فعلوا ذلك ولم ينتهوا. وكان الرجل يدعو صديقه وأحبّ الناس إليه إلى منزله ليضيفه فيذبحه ويأكله، وفعلوا بالأطبّاء كذلك، [فكانوا «٢» يدعونهم ليبصروا المرضى فيقتلونهم ويأكلونهم] وفقدت الميتات والجيف [من كثرة «٣» ما أكلوها] . وكانوا يختطفون الصّبيان من الشوارع فيأكلونهم. وكفّن السلطان فى مدّة يسيرة مائتى ألف وعشرين ألفا؛ وامتلأت طرقات المغرب والمشرق والحجاز