السنة الحادية عشرة من ولاية الملك الظاهر بيبرس البندقدارىّ على مصر، وهى سنة تسع وستين وستمائة.
فيها توفّى الشيخ شمس الدين أبو إسحاق إبراهيم بن المسلم بن هبة الله [المعروف «١» با] بن البارزىّ الفقيه الحموىّ الشافعىّ، مولده سنة ثمانين وخمسمائة، وكان فقيها فاضلا ورعا، وله شعر جيّد وأفتى ودرّس بمعرّة «٢» النّعمان وغيرها، ومات فى شعبان بحماة.
ومن شعره، رحمه الله، يصف دمشق:
دمشق لها منظر رائق ... وكلّ إلى وصلها «٣» تائق
وأنّى يقاس بها بلدة ... أبى الله والجامع الفارق
وفيها توفّى القاضى كمال الدين أبو السعادات أحمد بن مقدام بن أحمد بن شكر المعروف بابن القاضى الأعزّ، كان أحد الأكابر بالديار المصريّة متأهّلا للوزارة وغيرها، وتولّى المناصب الجليلة، وكان له يد فى النظم ومعرفة بالأدب ومشاركة فى غيره. ومات فى شهر رمضان بالقاهرة.
وفيها توفّى الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله الصّيرفىّ، كان من أعيان الأمراء بالديار المصريّة وممّن يخشى جانبه، فلمّا تمكّن الملك الظّاهر بيبرس أخرجه إلى دمشق ليأمن غائلته وأقطعه بها خبزا جيّدا، فدام به إلى أن مات ببعلبكّ وهو فى عشر الستين.