هو السلطان الملك المنصور حسام الدين لاچين بن عبد الله المنصورىّ سلطان الديار المصرية، تسلطن بعد خلع الملك العادل كتبغا المنصورىّ كما تقدّم ذكره فى يوم الجمعة عاشر صفر من سنة ست وتسعين وستمائة. وأصل لا چين هذا مملوك للملك المنصور قلاوون اشتراه وربّاه وأعتقه ورقّاه إلى أن جعله من جملة مماليكه، فلمّا تسلطن أمّره وجعله نائبا بقلعة دمشق. فلما خرج الأمير سيف الدين سنقر الأشقر عن طاعة الملك المنصور قلاوون وتسلطن بدمشق وتلقّب بالملك الكامل وملك قلعة دمشق قبض على لا چين هذا وحبسه مدّة إلى أن انكسر سنقر الأشقر وملك الأمير علم الدين سنجر الحلبىّ دمشق أخرجه من محبسه، ودام لا چين بدمشق إلى أن ورد مرسوم الملك المنصور قلاوون باستقرار لاچين هذا فى نيابة دمشق دفعة واحدة؛ فوليها ودام بها إحدى عشرة سنة إلى أن عزله الملك الأشرف خليل بن قلاوون بالشّجاعىّ. ثم قبض عليه ثم أطلقه بعد أشهر، ثم قبض عليه ثانيا مع جماعة أمراء، وهم: الأمير سنقر الأشقر المقدّم ذكره الذي كان تسلطن بدمشق وتلقّب بالملك الكامل. والأمير ركن الدين طقصو الناصرىّ حمو لاچين هذا. والأمير سيف الدين جرمك الناصرىّ. والأمير بلبان الهارونىّ وغيرهم، فحنقوا الجميع وما بقى غير لاچين هذا، فقدّموه ووضعوا الوتر فى حلقه وجذب الوتر فانقطع، وكان الملك الأشرف حاضرا؛ فقال لاچين: ياخوند، إيش لى ذنب! ما لى ذنب إلا أنّ صهرى طقصوها هو قد هلك، وأنا أطلّق ابنته، فرقّ له خشداشيته وقبّلوا الأرض وسألوا السلطان فيه، وضمنوه فأطلقه وخلع عليه وأعطاه إمرة مائة فارس بالديار المصرية وجعله سلاح دار.