وفى أثناء ذلك ورد الخبر بأن الأمير دقماق نزل على حلب ومعه جماعة من التركمان فيهم الأمير على بك بن دلغادر، وفرّ منه أمراء حلب، فملك دقماق حلب، ورسم السلطان بانتقال الأمير شيخ السليمانى المسرطن نائب صفد إلى نيابة طرابلس، وحمل إليه التقليد والتشريف الأمير أقبردى، ورسم باستقرار الأمير بكتمر جلّق أحد أمراء دمشق فى نيابة صفد «١» عوضا عن شيخ السليمانى المسرطن، وخرج الأمير إينال المأمور «٢» بقتل الأمراء المسجونين بالبلاد الشامية، وقبل وصول إينال المذكور أفرج الأمير دمرداش نائب طرابلس عن الأمير جكم وعن سودون طاز، وكانا ببعض حصون طرابلس وسار بهما إلى حلب، وهذا أوّل أمر جكم وظهوره بالبلاد الشامية على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
ثم فى يوم الخميس سابع عشر ذى الحجة قبض السلطان على الأمير بيبرس الدوادار الثانى، وعلى الأمير جانم من حسن شاه، وعلى الأمير سودون المحمدى تلى، وحملوا إلى سجن الإسكندرية، واستقر الأمير قرقماس أحد أمراء الطبلخانات دوادارا ثانيا عوضا عن بيبرس المذكور.
[ما وقع من الحوادث سنة ٨٠٧]
ثم فى صفر من سنة سبع وثمانمائة، وقع بين الأمير يشبك الشعبانى وبين الأمير إينال باى بن قجماس الأمير آخور كبير وسبب ذلك: أن الأمير يشبك الشعبانى الدوادار صار هو مدبّر الدولة وبيده جميع أمورها من الولاية والعزل، فصار له بذلك عصبة كبيرة، فأحبوا عصبته عزل إينال باى من الأمير اخورية، لاختصاصه بالسلطان الملك الناصر لقرابته منه ثم لمصاهرته، فإنه كان تزوج بخوند