وقال أبو بكر بن أبي شيبة: أعطت عائشة رضي الله عنها لمن بشرها بسلامة ابن أختها عبد الله بن الزبير لما لاقى الأشتر عشرة آلاف درهم. وقيل: أن الأشتر دخل بعد ذلك على عائشة رضي الله عنها، فقالت له: يا أشتر، أنت الذي أردت قتل ابن أختي يوم الوقعة، فأنشد:
أعائش لولا أنني كنت طاوياً ... ثلاثاً لألفيت ابن أختك هالكا
فنجاه مني أكله وسنانه ... وخلوة جوف لم يكن متمالكا
ذكر ولاية محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه على مصر
هو محمد بن أبي بكر الصديق، واسم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة، واسم أبي قحافة عثمان؛ أسلم أبو قحافة يوم الفتح فأتى به ابنه أبو بكر الصديق إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقوده لكبر سنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«لم لا تركت الشيخ حتى نأتيه» إجلالاً لأبي بكر رضى الله عنه. اهـ.
وأبو قحافة المذكور ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، وكنية محمد هذا (أعني صاحب الترجمة) أبو القاسم، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية، ومولده سنة حجة الوداع بذي الحليفة في عقب ذى القعدة، فأراد أبو بكر أن يردّ أسماء إلى المدينة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«مرها أن تغتسل وتهل» وكان محمد هذا في حجر علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما تزوج أمه أسماء بعد وفاة أبي بكر الصديق فتولى تربيته، ولما سار علي إلى وقعة الجمل كان محمد هذا معه على الرجالة، ثم شهد معه وقعة صفين،