أوصى بالملك لولده عماد الدين زنكى، وكان أكبرهم «١» وأعزّهم عليه. وكان الحاكم على الموصل فخر الدين عبد المسيح، وكان يكره عماد الدّين زنكى هذا؛ وكان عماد الدين قد أقام عند عمّه نور الدين محمود بحلب مدّة وتزوّج بابنته، فلا زال فخر الدين المذكور بقطب الدين مودود حتّى جعل العهد من بعده لولده سيف الدين غازى وعزل عماد الدين زنكى؛ فعزّ ذلك على نور الدين وقصد الموصل وقال: أنا أحقّ بتدبير ملك أولاد أخى.
الذين ذكرهم الذهبىّ فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو بكر عبد الله ابن محمد بن أحمد بن النّقور البزّاز فى شعبان عن إحدى وثمانين سنة. وأبو المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلّم بن الحسن بن هلال الأزدىّ العدل فى جمادى الآخرة.
وأبو القاسم محمود بن عبد الكريم الأصبهانىّ التاجر. وصاحب الموصل قطب الدين مودود ابن أتابك زنكى.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وثمانى عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وأربع عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٦٦]
السنة الحادية عشرة من ولاية العاضد على مصر، وتحكّم وزيره الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيّوب، وهى سنة ست وستين وخمسمائة.
فيها سار الملك العادل نور الدين محمود من دمشق إلى الموصل وسلّمها لابن أخيه عماد الدين زنكى بعد أمور وقعت بينه وبين فخر الدين عبد المسيح المقدّم ذكره فى الماضية.