السنة السابعة من ولاية العاضد على مصر وهى سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
فيها تزوّج الخليفة المستنجد بالله بابنة عمّه أبى نصر بن المستظهر، ودخل بها فى شهر رجب ليلة الدعوة التى كان يعملها فى كلّ سنة للصوفيّة وغيرهم؛ وغنّى المغنّى:
[الطويل]
يقول رجال الحىّ تطمع أن ترى ... محاسن ليلى مت بداء المطامع
وكيف ترى ليلى بعين ترى بها ... سواها وما طهّرتها بالمدامع
وتلتذّ منها بالحديث وقد جرى ... حديث سواها فى خروق المسامع
وكان مع الصوفية رجل من أهل أصبهان، فقام قائما وجعل يقول للمغنّى:
«أى خواجا كفت «١» » وهو يكرّر ذلك، والمغنّى يعيد الأبيات حتى وقع الرجل ميتا؛ فصار ذلك الفرح مأتما؛ وبكى الخليفة والصوفيّة ولا زالوا يتراقصون حوله إلى الصباح، فحملوه إلى الشّونيزيّة فدفنوه بها، وكان له مشهد عظيم.
وفيها عاد الأمير أسد الدين شيركوه بعساكر دمشق إلى مصر، وهى المرّة الثانية. وقد تقدّم ذلك كلّه فى ترجمة العاضد.
وفيها احترقت اللّبّادون «٢» وباب الساعات بدمشق حريقا عظيما صار تاريخا.
وسببه أنّ بعض الطبّاخين أو قد نارا عظيمة تحت قدر هريسة ونام، فاحترقت دكّانه ولعبت النار فى اللّبّادين وغيرها إلى أن عظم الأمر.
وفيها توفّى أحمد بن علىّ بن الزّبير القاضى الرشيد. كان أصله من أسوان وسكن مصر، وكان من شعراء شاور بن مجير السّعدىّ، وله فيه مدائح، إلّا أنّه لم ينج من شرّ