احمل له فى كلّ يوم ثلاثة أرطال خبز، ودجاجة مشوية، وقطعة حلوى سكّر.
فكان الغلام يرصده، فإذا خرج من المسجد فتح الباب وترك ذلك فى خلوته وخرج؛ فيقول الشّرمقانىّ: المفتاح معىّ، من أين ذلك! وما هو إلّا من الجنّة! وسكت ولم يخبر أحدا خوفا من أن ينقطع، فأخصب جسمه وسمن؛ فقال له ابن العلّاف:
قد سمنت، فإيش تأكل؟ فأنشد الشّرمقانىّ يقول:[البسيط]
من أطلعوه على سرّ فباح به ... لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
وأخذ يورّى ولم يصرّح بما يقع له، فقال: هذا كرامة. فقال له بعضهم: ينبغى أن تدعو للوزير؛ ففهم وانكسر قلبه وامتنع من أكل ذلك. وتوفّى بعد ذلك بمدّة يسيرة.
وفيها توفّى سعيد بن محمد بن أحمد الشيخ أبو عثمان النّجيرمىّ «١» النيسابورىّ العدل.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع واثنتا عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وثلاث وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٥٢]
السنة الخامسة والعشرون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
فيها فى صفر دخل عطيّة «٢» صاحب بالس «٣» إلى الرّحبة وحصرها وافتتحها. فلمّا دخلها أحسن معاملة أهلها، وخطب بها للمستنصر هذا صاحب الترجمة، بعد أن كانوا خطبوا فيها بأمر السلطان طغرلبك السّلجوقىّ للقائم بأمر الله العبّاسىّ.