وفيها دخل السلطان طغرلبك بغداد وفى خدمته أبو كاليجار من ملوك بنى بويه، واسمه هزارسب، والأمير أبو الأغرّ بن مزيد، والأمير أبو الفتح بن ورّام، وصدقة ابن منصور بن الحسين؛ ونزل بدار الملك ببغداد. وانقرضت دولة بنى بويه من بغداد بسلطنة طغرلبك السلجوقىّ هذا.
وفيها توفّى أحمد بن عبد الله «١» بن فضالة أبو الفتح الموازينىّ الحلبىّ «٢» الشاعر.
كان يعرف بالماهر. سكن دمشق وبها توفّى. ومن شعره:[الكامل]
يا من توقّد فى الحشا بصدوده ... نار بغير وصاله لا تنطفى
وظننت جسمى أن سيخفى بالضّنا ... عن عاذلىّ فقد ضنيت وما خفى
وفيها توفّيت الترنجان «٣» زوجة السلطان طغرلبك السّلجوقىّ وأمّ أنو شروان التى تزوّجها خوارزم شاه؛ كانت أمّ ولد، وفيها دين وافر، ومعروف ظاهر، وصدقات كثيرة، وكانت صاحبة رأى وتدبير وحزم وعزم؛ وكان زوجها السلطان طغرلبك سامعا لها ومطيعا، والأمور مردودة إلى عقلها، وكانت تسير بالعساكر وتنجده وتقاتل أعداءه.
وفيها توفّيت أمّ الخليفة القائم بأمر الله العباسىّ، وهى أرمينيّة أمّ ولد. تسمّى قطر الندى- وقيل بدر الدجى، وقيل علم- وهى التى حبسها البساسيرىّ لمّا ملك بغداد. وكانت وفاتها فى شهر رجب ببغداد، وصلّى عليها ابنها الخليفة القائم بأمر الله.