السنة العاشرة من ولاية الآمر منصور على مصر وهى سنة خمس وخمسمائة.
فيها عزل السلطان محمد شاه بن ملكشاه السلجوقىّ وزيره أحمد بن نظام الملك، وكانت وزارته أربع سنين وأحد عشر شهرا.
وفيها توفّى الشيخ الإمام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالىّ الطّوسىّ الفقيه الشافعىّ. كان إمام عصره. تفقّه على أبى المعالى الجوينىّ حتى برع فى عدّة علوم كثيرة، ودرس وأفتى، وصنّف التصانيف المفيدة فى الأصول والفروع، ودرّس بالنّظاميّة، ثم ترك ذلك كلّه ولبس الخام الغليظ، ولازم الصوم وحجّ وعاد، ثم قدم إلى القدس، وأخذ فى تصنيف كتابه «الإحياء» وتمّمه بدمشق. وله من المصنفات «البسيط»«والوسيط»«والوجيز» وله غير ذلك. وذكره ابن السمعانىّ فى الذيل فقال: ومن شعره:
[الكامل]
حلّت عقارب صدغه فى خدّه ... قمرا يجلّ بها عن التشبيه
ولقد عهدناه يحلّ ببرجها ... ومن العجائب كيف حلّت فيه
وفيها توفّى محمود بن علىّ بن المهنأ بن أبى المكارم الفضل بن عبد القاهر أبو سلامة المعرّىّ القائل فى حق المعرّة لما استولى عليها الفرنج الأبيات التى مرّت فى ترجمة وجيه بن عبد الله فى سنة ثلاث وخمسمائة التى أوّلها:
[الخفيف]
هذه صاح بلدة قد قضى اللّ ... هـ عليها كما ترى بالخراب
وجد والد محمود هذا الفضل بن عبد القاهر هو القائل:
[البسيط]
ليلى وليلى نفى نومى اختلافهما ... بالطّول والطّول يا طوبى لو اعتدلا
يجود بالطّول ليلى كلّما بخلت ... بالطّول ليلى وإن جادت به بخلا