وذكر مذهب الأشعرىّ، فرجم وثارت الفتن، واتّهم بمذهب الباطنيّة. فأراد السلطان قتله، فمنعه الخليفة المستظهر بالله وشهد له بالبراءة. وكانت وفاته فى يوم الخميس غرّة المحرم، ودفن عند الشيخ أبى إسحاق الشيرازىّ، وحضر لدفنه الشيخ أبو طالب الزّينبىّ وقاضى القضاة أبو الحسن الدامغانىّ- وكانا مقدّمى طائفة السادة الحنفية- فوقف أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الدّامغانىّ متمثّلا بهذا البيت:
[الوافر]
وما تغنى النوادب والبواكى ... وقد أصبحت مثل حديث أمس
وأنشد الزّينبىّ أيضا متمثّلا بهذا البيت:
[الكامل]
عقم النساء فما يلدن شبيهه ... إنّ النساء بمثله عقم
ولمّا مات رثاه أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان الغزّىّ الشاعر المشهور ارتجالا بقصيدة أوّلها:
[البسيط]
هى الحوادث لا تبقى ولا تذر ... ما للبريّة من محتومها وزر
لو كان ينجى علوّ من بوائقها ... لم تكسف الشمس بل لم يخسف القمر
والكيا: بكسر الكاف وفتح الياء المثناة من تحتها وبعدها ألف. والهرّاسىّ معروف. والكيا بلغة الأعجام: الكبير القدر.
وفيها توفّى أبو يعلى حمزة بن محمد الزّينبىّ أخو الإمام العالم طرّاد. مات فى شهر رجب وله سبع وتسعون سنة.
وفيها توفّى الشيخ الإمام المقرئ أبو الحسين يحيى بن علىّ بن الفرج الخشّاب بمصر. كان عالم مصر ومقرئها.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وثلاث أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وأربع أصابع.