وفيها أيضا جهّز السلطان محمد شاه المذكور العساكر إلى الشام لقتال الفرنج، وندب جماعة من الملوك معهم، منهم شرف الدّين مودود صاحب الموصل، وقطب الدين سكمان بن أرتق صاحب ديار بكر فاجتمعوا ونزلوا على تلّ «١» باشر ينتظرون البرسقىّ صاحب همذان، فوصل إليهم وهو مريض، فاختلفت آراؤهم لأمور وقعت، ورجع كلّ واحد إلى بلاده.
وفيها توفّى الأمير قطب الدّين سكمان بن أرتق- المقدّم ذكره- صاحب ديار بكر. عاد من الرّهاء مريضا فى محفّة حتّى وصل ميّافارقين فمات بها. وحمل تابوته من ميّافارقين إلى أخلاط فدفن به. وكان ملكا عادلا مجاهدا. وأبوه أرتق مات بالقدس. ونجم الدّين إيلغازى بن أرتق أخو سكمان المذكور هو الذي ولى بعده. توجّه إيلغازى المذكور إلى السلطان محمد شاه السلجوقىّ، فولاه شحنجية «٢» العراق عوضا عن أخيه سكمان، ثم أخذ منه ماردين فى سنة ثمان وخمسمائة، وميّافارقين فى سنة اثنتى عشرة وخمسمائة، ثم أخذ منه حلب أيضا. ولسكمان هذا وقائع مع الفرنج كثيرة ومواقف. رحمه الله.
وفيها توفّى علىّ بن محمد بن علىّ الشيخ الإمام العلّامة الفقيه العالم المشهور بالكيا الهرّاسىّ الشافعىّ العجمىّ. لقبه عماد «٣» الدّين. كان من أهل طبرستان وخرج إلى نيسابور، وتفقّه على أبى المعالى الجوينىّ، وقدم بغداد ودرس بالنظاميّة ووعظ