صفر بحلب. ونقل إلى ميّافارقين ودفن في تربة أمّه وهى داخل البلد. وكان مرضه بعسر البول. وكان قد جمع من نفض الغبار الذي يجتمع عليه في غزواته شيئا، وجعله لبنة بقدر الكفّ، وأوصى أن يوضع خدّه عليها في لحده، فنفّذت وصيّته فى ذلك. وكان ملك حلب في سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة؛ انتزعها من يد أحمد بن سعيد الكلابىّ صاحب الإخشيذ، وكان قبل ذلك ملك واسط وتلك النواحى.
وفيها توفّى جعفر بن محمد بن الحارث الشيخ أبو محمد المراغى المحدّث المشهور؛ كان فاضلا رواية للشعر. قال: أنشدنى منصور بن إسماعيل الفقيه:
لى حيلة فيمن ينمّ ... وليس في الكذّاب حيله
من كان يخلق ما يقو ... ل فحيلتى فيه قليله
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وأربع عشرة إصبعا. مبلغ الزيادة اثنتا عشرة ذراعا وسبع عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٥٧]
السنة الثالثة من ولاية كافور الإخشيذىّ على مصر- وهى سنة سبع وخمسين وثلثمائة، وهى التى مات فيها كافور المذكور حسب ما تقدّم ذكره.
فيها عملت الرافضة مأتم الحسين بن علىّ في بغداد على العادة في كلّ سنة في يوم عاشوراء.
وفيها لم يحجّ أحد من الشام ولا من مصر. وفيها في ذى القعدة أقبل تقفور عظيم الروم بجيوشه إلى الشام فخرج من دربند «١» ونازل أنطاكية فلم يلتفتوا إليه؛ فقال أرحل وأخرّب الشام ثم أعود إليكم من الساحل؛ ورحل ونازل معرّة