وفيها توفّى الشيخ أبو الحسن علىّ بن أحمد بن الأخرم «١» المدينىّ المؤذّن. كان إماما محدّثا فاضلا. مات فى المحرّم وله تسع وثمانون سنة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ست أذرع وثمانى عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وسبع أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٩٥]
السنة التى حكم فى أوّلها المستعلي أحمد ثم الآمر ولده، وهى سنة خمس وتسعين وأربعمائة.
فيها جلس الخليفة المستظهر بالله أحمد العباسىّ لمحمد شاه وسنجر شاه ابنى ملكشاه جلوسا عامّا ودخلا عليه وقبلا الأرض له، فأدناهما وأفاض عليهما الخلع، وتوّجهما وطوّقهما وسوّرهما، وقرأ الخليفة: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ...
الآية. ثم خرجا إلى قتال أخيهما بركياروق؛ فوقع بينهما وقائع وحروب أسفرت عن نصرة بركياروق وانهزام محمد شاه.
وفيها قبض بركياروق على الكيا «٢» الهرّاسىّ الفقيه الشافعىّ، لأنه بلغه عنه أنه باطنىّ شيعىّ؛ فكتب الخليفة إليه ببراءة ساحته وحسن عقيدته ودينه، فأطلقه.
وفيها كانت وفاة صاحب الترجمة المستعلي بالله أحمد، كما تقدّم ذكره فى ترجمته.
وفيها توفّى حسين بن ملاعب جناح الدولة صاحب حمص. كان أميرا مجاهدا شجاعا يباشر الحروب بنفسه. دخل جامع «٣» حمص يوم الجمعة فصلّى الجمعة، فوثب