وفيها توفّى أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبىّ [أبو الحسن «١» ] المحاملىّ «٢» الفقيه الشافعىّ، كان تفقّه بأبى حامد الإسفراينى وغيره، وكان إماما فقيها مصنّفا، مات في شهر ربيع الأول.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وخمس أصابع. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا سواء.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤١٦]
السنة الخامسة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهى سنة ستّ عشرة وأربعمائة.
فيها توفى في شهر ربيع الآخر السلطان مشرّف الدولة أبو على الحسن ابن السلطان أبى نصر فيروز بهاء الدولة ابن السلطان عضد الدولة بويه ابن السلطان ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمىّ. واستقر الأمر بعد موته على تولية جلال الدولة أبى طاهر، فخطب له على منابر بغداد وهو بالبصرة، وخلع على شرف الملك «٣» أبى سعيد «٤» بن ماكولا وزيره، ولقّبه علم الدين سعد الدولة أمين الملة شرف الملك.
قلت: وهذا ثانى لقب سمعناه من اسم مضاف إلى الدين. وأوّل ما سمعنا من هذه الألقاب لقب بهاء الدولة بن بويه" ركن الدين". قلنا: لعل ذلك كان تعظيما في حقّه لكونه سلطانا، فيكون هذا على هذا الحكم هو أوّل لقب لقّب به في الإسلام؛ والله أعلم. ومن يومئذ ظهرت الألقاب وتغالت فيها الأعاجم، حتّى إنّهم لم يدعوا شيئا إلا وأضافوا الدين له، حتى اشتهر ذلك وشاع وسمّى به كلّ أحد حتى الأسالمة «٥» ،